خفّة التخلّي

 كل ما نملكه في حياتنا، لا بد أن يمتلكنا هو أيضاً، حتى نُصبح عبيدًا له ، التعلق بالأشياء، بالأشخاص، بالأماني، يُثقل كاهلنا ويُثقل أفكارنا، ويجعلنا نعيش في قلق مستمر، خوفًا من الفقدان أو الخسارة.

لكن حين نفهم أن الحرية لا تأتي من التمسك، بل من القدرة على الفقدان والتخلي، تبدأ الرحلة الحقيقية للسلام ، وهذا لا يعني أن ننسى أو نتخلى عن الأحبة أو الأحلام بسهولة، بل أن نعترف بأننا بشر محدودون، وأن بعض الأشياء ليست في أيدينا.

عندما نُفرغ أيدينا من الأشياء التي نحاول أن نحتفظ بها بشدة، نشعر بالخفّة، نشعر بأنفسنا بشكل أوضح. لا تصبح الحياة أقل، بل تصبح أكثر اتساعًا. نبدأ أن نرى أن السعادة ليست في امتلاك المزيد، بل في قبول أن بعض الأشياء يجب أن تُترك لتأخذ مجراها.

في هذا القبول يولد السلام الحقيقي. لا يوقفنا الألم أو الخسارة، بل يعلمنا كيف نكون أقوى، كيف نحب بحرية، كيف نعيش بصدق مع أنفسنا.


وهكذا، في لحظة الوعي هذه تتحول الخسارة من جرح مؤلم إلى بداية جديدة، تفتح لنا أبوابًا لم نكن نعلم أنها موجودة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أول البوح

بوصلة التفضيلات

اختلافٌ لا يُرى