بين سنابل الصباح
بينما إخوتي منشغلين بمتابعة مباراة الهلال، والهتافات تتعالى من داخل البيت، كنت أنا في جهة أخرى من المزرعة، أمشي حافية القدمين على آثار مطر البارحة، أردد أذكار الصباح بهدوء ، قلبي مطمئن، و رائحة المطر تعبق في الجو، تتسلل إلى صدري مع نسيم الصباح، فأشعر أنني أتنفس الحياة نفسها.
صعدتُ على متكأٍ مرتفع قليلًا في طرف المزرعة، أبحث عن زاوية أرقب منها شروق الشمس. كان وهجها الخجول ينساب بين الأغصان، يوقظ في القلب شيئًا من الطمأنينة. وهناك، عند الطرف البعيد، وقعت عيناي على دخانٍ يتصاعد من تحت شجرة التين الضخمة، حيث تقف جارتنا العجوز بجوار التنور، تخبز الأرغفة.
جلست بصمت أراقبها، وأنا لا أزال أردد أذكاري، وكأن حضورها وسط هذا الهدوء كان تذكيرًا حيًّا بأن السكينة ليست شيئًا نبحث عنه، بل شيئًا نصادفه عندما نصغي جيدًا لصوت الحياة.
أكتب لكم وأنا أعلم أنها دقائق فقط، وسترسل رغيفي خبز كما تفعل دائمًا، كعربون ترحيب بقدومنا، وبلغة بسيطة لا تحتاج إلى تحيّة أو سلام .
تعليقات
إرسال تعليق